المديرية العامة للبحوث العلمية الزراعية توضح في تقرير لها عن حالة المزروعات العامة في المنطقة

تلعب المتغيرات البيئية دوراً هاماً في تحديد انتاجية ونوعية المحاصيل الزراعية فالإنتاج الزراعي في اي منطقة تتحكم في انتاجه بعض المتغيرات البيئية كما ان اي محصول له مستوى معين من الاحتياجات البيئية يجب توفرها لإنتاجه.

وبناءً على ذلك تتباين المحاصيل الزراعية في احتياجاتها البيئية لذلك يجب التوافق بين المتغيرات البيئية السائدة في مناطق الانتاج والاحتياجات البيئية للمحاصيل المزروعة فيها .

وتلعب التذبذبات الاخيرة في المناخ دوراً هاماً في الانتاج الزراعي لذلك يلاحظ دائماً تباين الانتاج من عام لآخر تبعاً للتغيرات البيئية الحاصلة .

ومما سبق نجد ان لكل محصول احتياجات مناخية من / درجات حرارة – رطوبة – امطار / يجب ان تكون متوفرة حسب مراحل النمو المختلفة فإذا حدث اي خلل في اي عامل فإنه ينعكس سلباً على مراحل النمو التي مرت بها .

لذلك ونظرا لتضرر المحاصيل الزراعية بشكل عام ومحصولي القمح والشعير بشكل خاص من موجة الصقيع الاخيرة ونتيجة شكوى الكثير من المزارعين وتخوفهم من الاصفرار المنتشر على الاوراق

قامت المديرية العامة للبحوث العلمية الزراعية في شمال وشرق سوريا بجولات مكثفة  على المحاصيل الزراعية وذلك لإجراء دراسة شاملة عن هذا الاصفرار من حيث :

/ موعد الظهور – اسباب الاصفرار – العوامل المناخية السائدة – المبيدات المستخدمة – المعاملة السمادية  – الاصناف الاكثر تأثرا/ .

وبناء عل ذلك أعدت المديرية العامة للبحوث العلمية الزراعية بشمال وشرق سوريا تقرير شامل يتضمن حالة المزروعات العامة في المنطقة .

اولاً : بالنسبة للمحاصيل البقولية / العدس – الحمص – الفول /

والمحاصيل العطرية / الكمون – الحلبة – الكزبرة – حبة البركة /

دخلت هذه المحاصيل فيما يشبه طور السبات في النمو فقد لوحظ بان نموها ضعيف جداً مقارنة بعدد الايام من الزراعة وحتى تاريخه

ولوحظ ان اكثرها تأثراً بالصقيع هو محصول الفول لانه من المحاصيل المتوسطة التحمل للصقيع حيث يمكن ان يتأثر اذا وصلت درجة الحرارة الى صفر مئوية فما باللك ما دون الصفر بدرجات الذي ادى في بعض الحقول  إلى موت الاوراق والسيقان وتحولها إلى لون اسود مع العلم إن الاصابة كانت متفاوتة من حقل إلى اخر حسب مرحلة النمو في المحصول .

وتجدر الاشارة إلى ان بعض حقول الكمون  لم يحصل فيها الانبات وبعضها في مرحلة البادرة والتوقف عن النمو .

ثانياً : كذلك لم تسلم الزراعات المحمية والانفاق من اضرار انخفاض درجات الحرارة والصقيع حيث تسببت في بعض البيوت البلاستيكية الى تلف قسم كبير من محصول البندورة وخاصة تلك التي تعاني من سوء في عمليات الخدمة مثل عدم وجود حراقات او التغطية السيئة او عدم وضع الملش والشاش الزراعي تفادياً لأضرار الصقيع .

اما بالنسبة للمحاصيل النجيلية / القمح والشعير /

من المعروف ان تأثر القمح والشعير بالصقيع تختلف باختلاف طور النمو وإن المرحلة الاكثر تأثراً بالصقيع هي مرحلة الجنين والتي غالباً ما تتعرض للصقيع في منتصف إلى اواخر نيسان ولكن هذا الموسم وغير المعتاد انخفضت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر بـ 3-5 درجة مئوية في شهر آذار وبالتالي مازال في مراحله الاولى قبيل مرحلة الاشطاء وهي مرحلة حساسة تأثرت كثيراً بالصقيع الذي أدى إلى حدوث خلل في العمليات الحيوية والفيسيولوجية داخل النبات وضعف سير المواد الغذائية المتنقلة من الجذر ال  الاوراق بالاضافة إلى تجمد الماء داخل انسجة الاوراق وبالتالي ادى إلى اصفرار الاوراق وتلون قسم منها باللون البني وموت قسم منها .

 حيث لوحظ الاصفرار في :

1-بعض حقول القمح المزروعة في غير موعدها المناسب / سواءً تبكير او تأخير / .

2- عدم تطبيق  الدورة الزراعية  .

3- بعض حقول القمح الغير مسمدة التسميد المناسب والضروري لتغطية حاجات النبات من المواد الغذائية .

4- بعض حقول القمح المسمدة بشكل عشوائي وبدون ضبط معدلات الاسمدة سواءً الفوسفاتية او الآزوتية  .

5- بعض حقول القمح المزروعة بشكل عشوائي من حيث معدلات البذار / زيادة معدلات البذار مما ينتج عنه الكثافة النباتية العالية / .

6- بعض حقول القمح الضعيفة نتيجة نقص كميات الامطار الهاطلة وعدم حصولها على رية الاشباع .

7- بعض حقول القمح المعاملة بالمبيدات الكيميائية التخصصية ثنائية الغرض / رفيعة – عريضة /  التي هي بالاصل تصيب النبات بصدمة وتوقف عن النمو لفترة مؤقتة وعقبها موجة الصقيع التي زادت نسبة التأثر والاصفرار.

8- خلط بعض المبيدات التي لا تقبل الخلط علميا

9- التفاوت الكبير في درجة الاصفرار بين الاصناف المزروعة .

10-الاصناف المدخلة اكثر حساسية واصابة بالاصفرار .

اسباب الاصفرار الظاهر على النبات : يتضح مما سبق :

1-العامل الرئيسي الغالب هو التغيرات الجوية الحاصلة في الآونة الاخيرة من حيث الانخفاض الحاد في درجة الحرارة عن الصفر المئوي مما يؤدي إلى حدوث الصقيع الذي بدوره  يؤدي إلى اصابة النبات بالاجهاد البيئي  نتيجة تجمد الماء حول الجذور فتقل بذلك عملية امتصاص المواد الغذائية من التربة إلى الساق و الاوراق مما يؤدي ال تضرر الانسجة الداخلية لاوراق النبات وبالتالي  اصفرار ها .

2- عدم تطبيق الدورة الزراعية التي تؤدي بدورها إلى ضعف النبات وبالتالي  اصفراره .

3- عدم القيام بالفلاحات المناسبة وتوقيتها مما يؤدي إلى – اما عدم احتفاظ التربة بالمياه وتغلغلها إلى عمق اكبر من منطقة الجذر او احتفاظ التربة الزائدة بالماء وفي كلا الحالتين ينعكس سلباً على النبات مما يؤدي إلى اصفراره .

4- عدم ضبط كميات الاسمدة المستخدمة / زيادة – نفصان / .

5- عدم التقيد في الظروف المثالية لعميلة مكافحة الاعشاب الضارة بين حقول القمح مما يؤثر على كفاءة عملية الرش وبالتالي ينعكس سلباً على النبات مما يؤدي إلى اصفراره .

6- عدم التقيد في تركيز المبيد المستخدم / زيادة – نقصان / مما يسبب حالة من التسمم على النبات وبالتالي إلى اصفراره .

7- عدم ضبط الضغط المثالي لعملية الرش والذي يسبب منه عدم ضبط كميات المبيد إلى النبات مما يؤدي إلى اصفراره .

8- عدم ضبط المسافة بين فالات الرش والنبات : حيث لوحظ ان اقتراب المرش من النبات وعدم التقيد بالمسافة العلمية ادى الى اصفرار النبات وحروق قمم الاوراق .

9-عدم تنظيم الري والتحكم به نتيجة قلة الهطولات المطرية في مراحل النبات الاولى ونتيج قلة المحروقات التي كان يعاني منها اغلب المزراعين مما نتج عنه نبات ضعيف نوعا ما وبالتالي اكثر عرضة للاجهادات البيئية او الدوائية .

10- اختلاف الاصناف المزروعة في شدة تحملها لانخفاض درجات الحرارة ( الصقيع )

ولوحظ حساسية الاصناف المدخلة للصقيع .

والنتيجة :

 إن ما مرت به المنطقة من تذبذب درجات الحرارة بين الليل والنهار وانخفاضها عن معدلاتها إلى ما تحت الصفر ادى إلى حدوث إجهاد بيئي عند النبات ومما زاد من المشكلة مكافحة الاعشاب الضارة سواءً رفيعة الاوراق او عريضة الاوراق في هذه الفترة الحرجة التي لا ينصح  بعملية المكافحة فيها.

وكذلك قلة عدد الساعات الشمسية التي يتطلبها النبات للقيام بعملية التركيب الضوئي وصناعة اليخضور ما يؤدي إلى اصفرار النبات .

كذلك  حدوث حالة من التسمم للنبات الناتجة من استخدام هذه المبيدات  وخاصة ثنائية الغرض / رفيعة – عريضة / وبالأخص المبيدات المتخصصة لمكافحة الاعشاب الرفيعة التي هي بالأساس تسبب حالة صدمة مؤقتة للنبات بالتالي اصفراره الناتج عن سوء امتصاص الاوراق لهذا المبيد  نتيجة عدم توفر الظروف الجوية المثالية / رطوبة جوية مناسبة – درجات حرارة مناسبة / .

والخلاصة :

إن هذا الاصفرار الظاهر على النبات و بالأخص محصولي القمح الشعير  وإن تعددت اسبابه فإنه مؤقتة وسيزول بعد توفر ظروف جوية ملائمة والتي اهمها درجات الحرارة المناسبة لاستكمال عملية الاشطاء والتفرع .

لذلك ننصح الاخوة المزارعين وخاصة  مزارعي الحقول المروية بالتروي وعدم استخدام اي نوع من المنشطات او المبيدات إلا بعد توفر الظروف الجوية المناسبة .

و لا يمنع من اضافة بعض انواع الاحماض الامينية والمنشطات الجذرية والورقية التي تساهم في تعويض الاجهادات التي تتعرض لها النبات سواءً من الظروف الجوية او من استخدام المبيدات الكيميائية وحتى الاسمدة المضافة .    

 ( منال خليل / أ )

المركز الإعلامي للاقتصاد

2022-04-18